وطـنــي بقلم . د. ناصر بن ماجد الهاجري

أيها الحبُ الخالد .. من لي بغيرك وطناً ..أبـ الصحاري أم البحارِ .. ..أبـ بالجبال أم السهولِ أم الهضابِ أم الوديانِ ..فـ أحلُمُ بهِ .. شمالٌ وجنوبٌ .. شرقاً وغربا .. ستبقى الحب الأبدي ...

 

        حينما يكون الحديث عن الوطن  فإني لا استطيع وصف ذلك الحب  بمجرد الكلمات والمشاعر .. حب لوطن رايته راية التوحيد ... وطن ازدان بتطبيق الشريعة الاسلامية  .. وطن قادته وهبوا أنفسهم لخدمة الحرمين الشريفين . وطن توحدت فيه رؤية القائد والشعب ...  في لحمة واحدة
لا مثيل لها .

 

           إن الذكرى الثانية والثمانون  لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية تلازم سجلا حافلا من الانجازات والعطاء اللامحدود . ونحن نحتفل بهذه المناسبة الغالية لنسترجع التاريخ والأيام لتحدثنا عن مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه . ولعل خادم الحرمين الشريفين اختزن هذه الذكرى حين قال : (التاريخ إذا كان منصفا سيتذكر أن ذلك الرجل (الملك عبدالعزيز) صنع شيئا مهما في التاريخ العربي، إنني أستذكر أنه عندما كان يروي لنا قصص توحيد أجزاء المملكة، فإنه كان يحدثنا عنها ونحن على موائد الخير التي تدفقت بفعل الاستقرار، لقد حارب الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ومعه رفاقه ببطون معصوبة بالحجر حتى لا يشعر هو وجنوده بالجوع، لكنها عزيمة الرجال).

 

           ونحن اليوم والوطن نفاخر بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله لامتلاكه قوة في الإيمان والحق وبعقيدة المؤمن الراسخ الإيمان يتحدث حيث يتطرق فكر الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى فلسفة العلاقة بين (حق القوة) و(قوة الحق) فيقول في إيجاز بليغ حكيم: (قوة الحق قوة سرمدية، وحق القوة حق ظرفي، إن تبدَّى اليوم فهو مندثر حتماً).

 

             ومثلما منح خادم الحرمين الشريفين  الإيمان الثقة بالنفس والشعور والقوة منحه أيضا التفاؤل، فلم يكن خادم الحرمين الشريفين متشائما أبدا حتى في أحلك اللحظات سوادا، بل كان دائما يدعو إلى التفاؤل، لأن التفاؤل من صفات المؤمن الحق، وهو الذي يستذكر في كل موقف قول نبيه صلى الله عليه وسلم (أمر المؤمن كله خير فإن أصابه خير شكر... وإن أصابه شر صبر....) فلا عجب أن ينعكس هذا الإيمان الوطيد بالله في شعوره الدائم بالتفاؤل إذ يقول : إنني لا أتشاءم، فالمؤمن لا يتشاءم، ولذلك فإنني وطيد الثقة من أن هذه الغيوم ستختفي من سمائنا، فيد الله - عزَّ وجلَّ - ستعيد الشارد إلى الجادة مهما تعثر أو ضل، وإن إرادة الحياة وقوة الإيمان فينا لن تجعل من حاضرنا مدفنا لأمجاد ماضينا.وهو يعرف أنه لن يتأتى الانتصار في معركة التحدي التي تواجهها أمته إلا بذلك الشعور بالمسؤولية على مستوى الأمة، المسؤولية أمام الله؛ لهذا نجده بعد أن يحدد المسؤولية، ويشخص الداء، يشير إلى الدواء: (إننا عربا ومسلمين.. مسؤولون كل المسؤولية أمام الله.. ثم أمام الأمة والتاريخ.. عما نشهده من عدوان على الحق.. واستهانة بالحقيقة..

 

 

 

          ومن هنا تتجلى مسئولية كل مواطن تجاه وطنه وقيادته ، سواء أكانت هذه المسئولية جماعية ام فردية . فالكل مسئول عن امن هذا الوطن . والكل مسئول عن نهضة هذا الوطن . كل حسب جهده ومجاله .. فبتظافر الجهود ووحدة الكلمة نرقى ويرقى الوطن ، اذ ان المسئولية مشتركة وليست على الوطن والقادة فقط .. فالمواطن هو الأساس وهو صمام الأمان لبلدة .. والنماذج المشرفة ولله الحمد كثيرة ..
     ولعل جائزة ماضى الهاجري للتميز هى احدى لبنات  النهضة والتشجيع والدعم والبناء لهذا الوطن العزيز ... فقد اخذت امانة الجائزة على عاتقها هم تشجيع ابناء  القبيلة على كافة الأصعدة ، والرفع من مستوى أبنائها العلمي والخلقي والتقني والخيري والاجتماعي والمؤسسي . بعيدا عن التعصب القبلي والنظرة القاصرة . وكل ذلك وامثاله من التميز يصب في خدمة الوطن ، وللوطن تقدم الجائزة نماذج مشرفة من ابناء القبيلة .. لتنقل القبيلة من النعرات وضيف الفكر الى المنافسة الشريفة على العلم وتبوء المكانة العالية والتميز في شتى المجالات ، لتقدم للوطن جيلا مشرفا يخدم وطنه وقبيلته ونفسه . ليصبحوا رموزا من رموز الوطن وجواهر منظومة في عقد يزين جبين الوطن .

 

        اسأل الله عز وجل ان يحفظ بلادنا من كل سوء .. وان يديم عزها ويحفظ قادتها .. ويبارك شعبها .. ولتعش يا وطني بفخر .. فأبنائك بالأرواح  يفدونك ما بقيت منهم روح . 
ولله الفضل والحمد من قبل ومن بعد ،،،.

 

 

             الشيخ    
   د. ناصر بن ماجد الهاجري
   نائب قبيلة الجخفان بني هاجر
 عضو أمانه جائزة ماضي للتميز